الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة "حكاياتكم التونسية" لا تمثلنا ..فأوقفوا مهازلكم

نشر في  09 جويلية 2015  (11:02)

لم ينتظر المشاهد التونسي طويلا ليعبر عن استيائه ويطلق سهام نقده، تجاه مسلسل «حكايات تونسية» الذي انطلقت في بثه قناة الحوار التونسي في الجزء الثاني من شهر رمضان، حيث اتفق العديدون على كون هذا العمل الدرامي حطم كل الأرقام القياسية في مستوى التدني الأخلاقي ..وبعيدا عن الأحكام الأخلاقوية، نشير الى ان «حكايات تونسية»، وكم هو بعيد عن حكايتنا التونسية ومجتمعنا، اعطى منذ الوهلة الأولى صورة دونية عن التونسي، حيث وبتسليطه الضوء على شبكات الدعارة المنظمة بتلك الطريقة الموغلة في المباشرتية والجريئة، أساء عن أو دون قصد الى النموذج المجتمعي التونسي، وهنا نشير الى أنه من ابعد اهتمامات المجتمع التونسي امام ما يعانيه من ارهاب وازمات اقتصادية ان يتعرف عن نوعية شبكات الدعارة وطريقة ادارتها وهوية الفتيات اللاتي يشتغلن في هذه الأماكن، لقد كان بامكان كاتب السيناريو أن يطرح نفس الموضوع لكن بطريقة فنية بعيدة عن الابتذال الفني والانحطاط الأخلاقي والارهاب الفكري الذي قد يساهم بشكل من الأشكال في تغذية التطرف الديني من حيث لا ندري.

ندى المازني حفيظ مخرجة العمل لم تبذل مجهودا كبيرا حيث نقلت قصة فيلم «حكايات تونسية» الى الشاشة الصغيرة وحولت العمل الى مسلسل، متناسية او متجاهلة أن السينما تختلف عن التلفزة، ففي حين بامكانها التطرق الى شتى المواضيع والمحظورات الاجتماعية في الفن السابع يمنع عليها نقل نفس المواضيع الى بيوتنا واقتحام خلواتنا عنوة لتمرير ما ترفضه النواميس والقيم.

من جهة أخرى هل تمثل الفئة من النساء التي تعالج المازني قصصهن، المرأة التونسية بل هل هناك أدنى تشابه بينهما، المرأة التونسية ليست الخائنة ولا الزانية ولا اللاهثة وراء المصالح وان كلفها ذلك بيع جسدها، المرأة التونسية ليست الغبية أو «الفياسة» او التي تحتسي الخمر في الأماكن العامة مهما كانت مكانتها الاجتماعية، ولئن لا ننكر وجود هذه الفئة فانها لا تعدو ان تكون مجرد حالات شاذة والشاذ يحفظ ولا يحوّل الى عمل درامي ابداعي.. رأفة بنا وبهذا الجيل الجديد الحالم والطامح لغد اجمل بعيدا عن دواعش الدين ودواعش الفكر، وعن الانحلال الاخلاقي ايضا ...

سناء الماجري